منتديات حملة جيش احرار سوريا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حملة جيش احرار سوريا

كل ما يخص سوريا من صور ومقاطع واناشيد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النظام في سوريا مابين حصار المشروعية وحتمية السقود أ.د. علي أسعد وطفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 20/03/2012

النظام في سوريا مابين حصار المشروعية وحتمية السقود أ.د. علي أسعد وطفة Empty
مُساهمةموضوع: النظام في سوريا مابين حصار المشروعية وحتمية السقود أ.د. علي أسعد وطفة   النظام في سوريا مابين حصار المشروعية وحتمية السقود أ.د. علي أسعد وطفة Emptyالثلاثاء مارس 20, 2012 7:03 am

يقول جان جاك روسو في أكثر تعبيراته السياسية جكمة وتألقا “الحاكم القوي لن يبقى قويا إلى الأبد ما لم يحول سلطته إلى حق وطاعته إلى واجب". وتقضي هذه الحكمة أن الحكم لا يقوم إلا على المشروعية السياسية والقانونية ولا يستكين إلا بالقبول الوجداني للشعب بمشروعية الحكم والحاكم.
ويلاحظ المؤرخون في هذا السياق أن القوة العسكرية - أو العصبية كما يسميها ابن خلدون - لا تكفي لبناء الحكم والدولة حيث يتوجب على صاحب العصبية أن يبني نظاما راسخا من المشروعية الأخلاقية والسياسية والرمزية التي تمكنه من البقاء في السلطة والحكم.
وتبين التجارب التاريخية في مختلف أصقاع الدنيا أن سقوط المشروعية الأخلاقية والرمزية يؤدي إلى تدحرج النظام وسقوطه، ويعلمنا أهل الحكمة أيضا أنه لا يمكن لدولة فقدت مشروعيتها أن تستمر في الوجود خارج دائرة المشروعيات السياسية والثقافية والرمزية للدولة.
إذ يمكن لعصبية ناشئة أن تبني مشروعية ناظمة للحكم، ولكن لا يمكن لقوة عسكرية أن تعيد بناء مشروعية بعد أن سقطت لتوها لأن هذا من سابع المستحيلات في التاريخ. ولو كان الأمر ممكنا لبقيت دول كثيرة على قيد الوجود. وهذا يعين أن يمكن تجديد القوة العسكرية ولكن القوة وحدها لا تكفي أبدا لبناء دولة واستمرار نظام سياسي على قيد الوجود.
تبدأ الدولة بوقفة على الرأس ، تليها وقفة على القدمين تمكن الحاكم وصاحب العصبية من الاستمرار في الحكم ، والمقصود بذلك الانتقال الطبيعي من مشروعية القوة إلى مشروعية السياسية والعدل كما يرى روسو. وتقول الحكمة العربية في هذا إن العدل أساس الحكم وهذا يعني أن الحكم يتداعى مع انتشار الظلم وتبدأ مشروعيته بالسقوط والانحدار والتداعي.
فالوقوف على الرأس يرمز إلى مشروعية القوة ، والوقوف على القدمين يرمز إلى المشروعية السياسية بتجلياتها الأخلاقية والسياسية والرمزية والقانونية. وعندما تسقط المشروعية السياسية - بمعنى الوقوف على القدمين - يحاول الحاكم إيقاف دولته كما بدأ على الراس آملا أن يعاود الوقوف من جديد على القدمين. وقد بين التاريخ ياستحالة وقوف الدولة العجوز على رأسها بجسد مترهل ثقيل ضعيف . وهذا يعني استحالة بناء المشروعية السياسية للدولة من جديد بعد سقوطها، وهذا يعني أن الوقوف على الراس لن يطول وأن الدولة ذاهبة بما فيها والمقصود بالدولة هنا النظام السياسي.
والتجارب العربية الجديدة واضحة سقطت مشروعية القذافي أيديولوجيا وتاريخيا حاول الوقوف على الرأس واستعادة التوازن في الشرعية السياسية فما لبي أن سقط وهذا حدث لحسني مبارك كما حدث لزين العابدين بن علي من قبل. فالجيش لا يحكم ولا يمكن للقوة العسكرية أن تحكم بعد أن يفقد النظام مشروعيته.
فالنظام السياسي -أي نظام سياسي في العالم – يحتاج إلى الشرعية السياسية التي تأخذ طابعا أخلاقيا ورمزيا وقانونيا ووجدانيا بالدرجة الأولى فالمشروعية تعني قناعات راسخة في أعماق الناس بقبول النظام السياسي ومساندته.
والنظام السوري اليوم يقف مترنحا على رأسه لأن فقد التوازن في مشروعية القدمين. وأي محلل سياسي بعرف اليوم بدقة وببساطة وسهولة بأن النظام في سورية فقد أركان مشروعيته الأخلاقية والرمزية والإنسانية والوجدانية. ولا أحد يستطيع اليوم أن ينكر بأن عنق النظام قوي إلى حد كبير؟ والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى يستطيع النظام الوقوف على الرأس ? كم هي الأيام الأسابيع التي يستطيع فيها الاستمرار في الوجود مهما بلغت قوة العنق وصلابة الرأس ؟
- من يتأمل سيجد بأن النظام فقد مشروعيته الاقتصادية فهو يترنح اقتصاديا في دائرة من الحصار القاتل ويعرف الجميع ممن ضم مجلسنا أن الاقتصاد السوري في حالة العناية المشددة وهو قاب قوسين أو أدنى من الموت السريري. ولا يمكن إصلاحه أبدا.
- ويعرف القاصي والداني بأن النظام فقد المشروعية السياسية الخارجية إذ لا يمكن لنظام سياسي أن يستمر في الوجود في عصر تشكل فيه العلاقات الدولية صمام الوجود السياسي لأي نظام أو حكم مهما بلغ من قوة وعظمة. والنظام السوري فقد أقرب المقربين إليه من الدول وانتقل بعلاقاته من علاقات المودة إلى علاقات العداء والتخاصم والصراع والهجوم مع أغلب الدول العربية والإسلامية. ويكفي القول بأن 137 دولة ترى مبدئيا بأنه نظام فقد مشروعيته السياسية.
- ثم يأتي دور المشروعية الأخلاقية التي تعد ضرورية لأي نظام سياسي. فالنظام يوصف اليوم في مختلف المنابر بأنه نظام يقتل شعبه ويهجر مواطنيه ويعتقل مفكريه. وهذه المشروعية لا يمكن أن تسترد إذ كيف يمكن إحياء عشرة آلاف شهيد عداك عن الجرحى والمفقودين والمهجرين .
والأخطر من ذلك غياب المشروعية الثقافية فهناك عشرات الألوف من المثقفين والمفكرين وخريجي الجامعات يصرخون غاضبين ناقمين داعين إلى إزالة النظام وإسقاطه .
- ثم علينا أن نأخذ الاعتبار بالأهمية القصوى لسقوط المشروعية الرمزية للنظام وهو سقوط مدوي لا مثيل له في تاريخ السقوط الرمزي !! إذ كيف يمكن لنظام اسقطت رموزه وأهينت وتهان يوميا أن يستمر في الوجود؟ فهناك أطنان مطنطنة من الرسوم والكتابات والفيديوهات التي تطعن في صميم النظام ورموزه. هناك من الطعن في رمزية النظام ما يخجل اللصوص والقتلة فكيف إذا كان هذا الطعن يصيب أقدس مقدسات النظام السياسي وينال منها. فرموز النظام تهان وتطعن كل يوم بالكلام والرسوم والتعبير والقصف والسخرية والنكتة ويمارس هذا النوع من الهجوم الرمزي الشباب والشيوخ والأطفال. فكيف يمكن لنظام سقطت رموزه بهذه الطريقة أن يستمر في الوجود.
- ولا بد من الإشارة إلى الاندحار الإعلامي للنظام بطريقة تفوق حدود كل الوصف ومن المعروف أن إعلام النظام سقط تاريخيا ولم يمتلك أي قدرة على إقناع أهل النظام أنفسهم .
- وليس علينا أن ننسى الإرادة الجماهيرية التي تعبر عن نفسها سلميا في التظاهر اليومي بحيث تحول كل مواطن حر إلى مشروع استشهادي. فالنظام لن يستطيع إخماد الإرادة الشعبية ولاسيما بعد تدفق الدماء. فكل قطرة دم تسقط تستنبت لها في الأرض مشاريع شهادة وكل شهيد يجر حشدا قادما من الشهداء. فالثورة تنين كلما قطعت لها رأس نبتت له عشرة رؤوس كما تقول الأسطورة اليونانية القديمة.
- وأخيرا هي المقاومة الشعبية المسلحة التي ظهرت للدفاع عن الكرامة والحق والحرية وهي قوة هائلة أيا تدك النظام وأركانه دكا مستطيرا.
والسؤال الأكبر هو أين هو المفر إذا كان الجيش النظامي يتفسخ ويترهل ويتصدع ونفوس الجند تضعف وإرادة الهزيمة والتراجع تكبر. فأين هو المفر؟
فالنظام محاصر بطريقة أسطورية لا فكاك منها وفي كل يوم يشتد الحصار ، والنظام لا يعدو أن يكون عملاقا بساقين من فخار ، وهم عندما يحاول الوقوف من جديد على قدميه سيسقط مدويا كالركام، سيسقط وتسقط معه كل إرادة الظلم والقهر وإن غدا لناظره قريب.
فالنظام قاب قوسين أو أدنى من السقوط وهو سيسقط حتى من تلقاء نفسه لأن التاريخ يعلمنا بأن مشروعية القوة وحدها لا تبني دولا ولا تبني أنظمة فالقوة تحتاج إلى كل أنواع الشرعيات السياسية والرمزية والأخلاقية والروحية والاقتصادية والإنسانية وهي مشروعيات فقدها النظام مرة واحدة دفعة واحدة عندما هدر دماء شعبه واستباح حرمات مواطنيه. لا نامت أعين الجبناء.
ولو احتكم أهل النظام إلى قول الشاعر لأدركوا الحكمة من حتمية السقوط فدعونا نردد مع الشاعر قوله الجميل :
رأيت الدهر مختلفا يدور ..... فلا حزن يدوم ولا سرور
وكم بنت الملوك به قصورا ..... فلم تبق الملوك ولا القصور
نعم لن يبق حزن الشعب وسيزول فرح أهل النظام ولن تبقى القصور التي شيدتها أنظمة الاستبداد .
__________
أ. د. علي أسعد وطفة - جامعة الكويت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sorui.rigala.net
 
النظام في سوريا مابين حصار المشروعية وحتمية السقود أ.د. علي أسعد وطفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حملة جيش احرار سوريا :: مقالات جيش أحرار سوريا-
انتقل الى: